ثلاث علامات تجارية للسيارات تسيطر على جنوب أفريقيا

وفقًا لمؤشر أسعار المركبات الصادر عن ترانس يونيون للربع الرابع من عام 2024، شهد قطاع السيارات في جنوب أفريقيا انتعاشًا حذرًا، متأثرًا بتحسن عوامل الاقتصاد الكلي.

وأشار التقرير إلى أن تخفيضات أسعار الفائدة، وانخفاض التضخم، وارتفاع قيمة الراند ساهمت في زيادة ثقة المستهلك وتعزيز القدرة على تحمل تكاليف المركبات.

ومع ذلك، وعلى الرغم من هذه التطورات الإيجابية، استمر ارتفاع التكاليف، وتطور تفضيلات العلامات التجارية، وتغير اتجاهات التمويل في تشكيل السوق، حيث أصبحت القدرة على تحمل التكاليف الشاغل الرئيسي.

ومن أبرز اتجاهات هذا التحول التفاوت في أسعار المركبات الجديدة والمستعملة.

وأشار تقرير ترانس يونيون إلى أن أسعار المركبات الجديدة ارتفعت بنسبة 1.7%، مدفوعةً بقيود سلسلة التوريد وتكاليف الإنتاج، بينما انخفضت أسعار المركبات المستعملة بنسبة 2.8%، مما يشير إلى زيادة الطلب على السيارات المستعملة بأسعار معقولة.

وتُظهر البيانات أن سكان جنوب أفريقيا يُعطون الأولوية بشكل متزايد للقدرة على تحمل التكاليف، حيث يُفضل الكثيرون السيارات المستعملة على السيارات الجديدة.

وأبرزت اتجاهات التمويل هذا التفضيل المدفوع بالقدرة على تحمل التكاليف. أشارت مارسيا مايابا، نائبة رئيس المبيعات في ترانس يونيون أفريقيا، إلى أن تمويل السيارات المستعملة تفوق على تمويل السيارات الجديدة بنسبة 1.56 إلى 1.

كما أفاد بنك ستاندرد بزيادة قدرها 9.3% على أساس ربع سنوي في طلبات قروض السيارات خلال الربع الرابع من عام 2024، وهي أعلى زيادة في عامين.

وصرح ديريك دي فريس، رئيس قسم تمويل السيارات والأصول في بنك ستاندرد: "مع ذلك، ورغم ارتفاع طلبات القروض، كشفت البيانات أن غالبية الجنوب أفريقيين ما زالوا يفضلون السيارات المستعملة على الموديلات الجديدة".

ونظرًا لضعف ميزانيات الأسر، أشارت ترانس يونيون إلى ازدهار شركات صناعة السيارات الآسيوية في جنوب أفريقيا.

ووفقًا لترانس يونيون، سجلت ماهيندرا وشيري وسوزوكي أعلى نمو سنوي في مبيعات سيارات الركاب الجديدة والمركبات التجارية الخفيفة، حيث ارتفعت بنسبة 37.4% و23.7% و22% على التوالي.

أدى صعود علامتي شيري الفرعيتين، أومودا وجايكو، إلى جانب الشعبية المتزايدة لعلامة بايك، إلى ترسيخ هيمنة شركات صناعة السيارات الآسيوية.

في المقابل، أشار التقرير إلى أن علامات تجارية مثل نيسان ومرسيدس-بنز ورينو وبي إم دبليو شهدت انخفاضًا على أساس سنوي، مما يعكس تحولًا في تفضيلات المستهلكين نحو خيارات أكثر ملاءمة للميزانية.

وبرز هذا الاتجاه بشكل أكبر خلال العقد الماضي، مما يُظهر أن العلامات التجارية الآسيوية تستحوذ تدريجيًا على سوق جنوب إفريقيا، وخاصة شيري وسوزوكي.

وأظهر تحليل أجرته شركة بيزنس تك أن السيارات القادمة من آسيا - مثل شيري وسوزوكي - شهدت نموًا هائلاً خلال العقد الماضي.

في عام 2014، باعت هاتان العلامتان التجاريتان مجتمعتين 7,699 وحدة. ارتفعت هذه المبيعات بنسبة هائلة بلغت 887% لتصل إلى 76,020 سيارة في عام 2024.

ويعود الفضل في ذلك بشكل رئيسي إلى النمو المذهل لشركة سوكوزي، الذي زاد مبيعاتها من 6,402 سيارة في عام 2014 إلى 56,109 سيارة (776%) في عام 2024. وبينما كادت مبيعات سوزوكي أن تصل إلى 60,000 سيارة العام الماضي، حققت شيري نموًا بنسبة 1,435% من 1,297 سيارة إلى 19,911 سيارة في عام 2024.

أدى هذا النمو الملحوظ إلى إنجاز بارز في بداية عام 2025. ووفقًا لناامسا، تجاوزت سوزوكي رسميًا مجموعة فولكس فاجن لتصبح ثاني أكثر علامات السيارات مبيعًا في جنوب إفريقيا، بعد تويوتا.

حققت سيارة سوزوكي سويفت، على وجه الخصوص، رقمًا قياسيًا جديدًا في المبيعات، حيث بيعت 2,628 وحدة في شهر واحد، متجاوزةً بذلك ذروتها السابقة البالغة 1,925 وحدة في يونيو 2022.

وشهد هذا الإنجاز حتى تجاوز سويفت لسيارة تويوتا هايلوكس لفترة وجيزة لتصبح السيارة الأكثر مبيعًا في البلاد.

وأفادت الرابطة الوطنية لتجار السيارات (NADA) لموقع BusinessTech أن هذا التوجه يعود إلى التحول في حساسية الأسعار في سوق جنوب إفريقيا على مر السنين.

"يتزايد اهتمام سوق السيارات في جنوب إفريقيا بالأسعار، ولا تزال القدرة على تحمل التكاليف تُشكل تحديًا بسبب ارتفاع التضخم وأسعار الفائدة وتكاليف الوقود.

وأضافت الرابطة: "يتسوق معظم المشترين الآن في نطاق أقل من 350,000 راند، حيث تقدم العلامات التجارية الصينية قيمة مُدركة قوية بسعر في متناول الجميع".

"توفر هذه المركبات مواصفات عالية الجودة وتكنولوجيا متقدمة وأسعارًا تنافسية، مما يجعلها بديلاً جذابًا للعلامات التجارية الفاخرة التقليدية.